مجالس شهر رمضان المبارك (المجلس السادس عشر)
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :
المساجدُ هي بيوتُ الله، أضافها اللهُ إلى نفسه في قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } [البقرة:١١٤]
وإضافتُها إليه إضافةُ تشريفٍ وتكريمٍ، فهي أشرفُ البقاع، وأحبَّ البقاع إلى الله -سبحانه وتعالى- .
وعمارتُها على نوعين : بالطينِ وموادِ البناءِ، وهذه العمارةُ وسيلةٌ وليست غايةً، وإنما هي وسيلة .
والعمارةُ الثانية : وهي الغاية، عمارتُها بالطاعة وذكرِ اللهِ -عز وجل-، ولهذا قال -جل وعلا- :
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ }
مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٦٧)
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :
فليستِ العبرةُ بمتانةِ البناءِ وزخرفتهِ وزينتهِ، وإنما العبرةُ بالنيةِ والقصد، لكن إذا اجتمعَ بناءٌ جيدٌ ونيةٌ صالحةٌ فلا شكَّ أن هذا أحسنَ وأبقى، ليصلِّي فيه أجيالٌ من المسلمين، فإذا اجتمعَ بناءٌ قويٌّ ونيةٌ صالحةٌ، هذا لاشكَّ خيرٌ إلى خيرٍ، لكنَّ المدارَ على النية .
مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٦٨)
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :
لكن -والعياذُ باللهِ- ما بالكُم بأناسٍ يدَّعُون الإسلامَ ويسكنون بجوارِ المساجدِ ولا يدخُلُونَها ؟ لا ليلاً ولا نهارًا، كُلُّ السنةِ أو معظمُ السنةِ لا يدخلون المساجِدَ، وربما لا يدخلونها إلا جنائز ليُصلَّى عليهم إذا ماتوا، مع أن المفروضَ أن هؤلاء لا يصلَّى عليهم؛ لأنهم لا يقيمونَ الصلاةَ، ومن تَرَكَ الصلاةَ متعمدًا فهو كافرٌ، فكان المفروض أن لا يُصلَّى عليه، ولكنَّ المسلمين لا يدرون عن حالِهِم، ويحسنون الظَّنَّ بهم .
مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٧٠)
About The Author

Templateify
Praesent nec tortor quam. Quisque ac malesuada augue. Sed dignissim gravida odio ut bibendum. Cras fermentum euismod turpis. Nunc nec diam ante, et faucibus ipsum. Etiam imperdiet mattis elit et molestie. Nulla feugiat mollis leo vel egestas. Pellentesque convallis
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات